الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

مالي وللنجم



محمود غنيم


مالـي وللنجـم يرعانـي وأرعــاه           أمسى كلانا يعـاف الغمـض جفنـاه

لي فيـك يـا ليـل آهـات أرددهـا            أواه لـو أجـدت المـحـزون أواه

لا تحسبنـي محبـا أشتكـي وصبـا          أهون ما فـي سبيـل الحـب ألقـاه

إنـي تذكـرت والذكـرى مؤرقـة            مجـدا تلـيـدا بأيديـنـا أضعـنـاه

ويح العروبة كان الكـون مسرحهـا        فأصبحـت تتـوارى فـي زوايــاه

أنى اتجهت إلى الإسـلام فـي بلـد          تجده كالطيـر مقصوصـا جناحـاه

كـم صرفتنـا يـد كنـا نصرفـهـا            وبـات يملكـنـا شـعـب ملكـنـاه

هل تطلبون مـن المختـار معجـزة         يكفيه شعـب مـن الأجـداث أحيـاه

من وحد العرب حتى صار واترهـم       إذا رأى ولــد المـوتـور آخــاه

وكيف ساس رعـاة الشـاة مملكـة          ما ساسها قيصر مـن قبـل أو شـاه

ورحب الناس بالإسـلام حيـن رأوا        أن الإخـاء وأن الـعـدل مـغـزاه

يامن يـرى عمـرا تكسـوه بردتـه          والزيـت أدم لـه والكـوخ مـأواه

يهتز كسـرى علـى كرسيـه فرقـا          من هولـه وملـوك الـروم تخشـاه

هـي الحنيفـة عيـن الله تكلـؤهـا             فكلمـا حاولـوا تشويههـا شاهـوا

سـل المعالـي عنـا إننـا عــرب             شعارنـا المجـد يهوانـا ونـهـواه

هي العروبـة لفـظ إن نطقـت بـه           فالشرق والضـاد والإسـلام معنـاه

استرشد الغرب بالماضـي فأرشـده         ونحـن كـان لنـا مـاض نسيـنـاه

إنا مشينا وراء الغـرب نقبـس مـن         ضيـائـه فأصابـتـنـا شـظـايـاه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرب       بالأمس كانوا هنا مـا بالهـم تاهـوا

فإن تراءت لك الحمراء عـن كثـب         فسائل الصرح أيـن المجـد والجـاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها     عمـن بنـاه لعـل الصخـر ينعـاه

وطف ببغداد وابحث فـي مقابرهـا         عل امرءا من بنـي العبـاس تلقـاه

أين الرشيد وقد طـاف الغمـام بـه         فحيـن جــاوز بـغـداد تـحـداه

هـذي معالـم خـرس كـل واحـدة          منهـن قامـت خطيبـا فاغـرا فـاه

الله يشهـد مـا قلـبـت سيرتـهـم            يوما وأخطـأ دمـع العيـن مجـراه

ماض نعيـش علـى أنقاضـه أممـا        ونستمد القـوى مـن وحـي ذكـراه

لا در در امـرئ يطـري أوائـلـه         فخرا...ويطرق إن ساءلتـه ماهـو!

إنـي لأعتبـر الإســلام جامـعـة           للشـرق لا محـض ديـن سنـه الله

أرواحنـا تتلاقـى فـيـه خافـقـة            كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خـلايـاه

دستوره الوحـي والمختـار عاهلـه       والمسلمـون وإن شتـوا رعـايـاه

اللهم قـد أصبحـت أهواؤنـا شيعـا        فامنن علينـا بـراع أنـت ترضـاه

راع يعيـد إلـى الإسـلام سيرتـه          يرعـى بنيـه وعيـن الله تـرعـاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق