الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

قم للمغني


الشاعرة ريوف الشمري



قٌــمْ للمغنِّـــيْ وفِّــهِ التصفــيـرا                  كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا

يا جـاهـلاً قـدر الغنـاء و أهلِـــهِ                اسمع فإنك قـد جَهِلـتَ كثيـرا

أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذي               غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُصُـورا

يكفيـهِ مجــدا أن يخــدرَ صوتُـهُ                أبنـاء أُمـــة أحـمـدٍ تخـديـرا

يمشي و يحمل بالغنــاء رسالـــةً               من ذا يرى لها في الحياة نظيرا

يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا             لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا

الله أكبـــر حيــن يحيــي حفلــــةً              فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مـغـرورا

من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا              أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟!!

يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ             حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا

يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا            ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا

يـا لائمـي صمتا فلستُ أُبالــــغُ               فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا

أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك               ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا

يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى             متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمــورا

ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـــنَّ الفتـــى              من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا

أقْبِح بهِ يمشي يُدنـدنُ راقصـــاً              قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا

لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـــةً لـــهُ            (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا

في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ          دومـاً لكــأس الأُغنيـاتِ مُديـــرا

إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـــهُ              لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا

حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك             خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا

مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ             و قليــلِ علــمٍ لا يُفيــدُ نقيــــرا

أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا            و سألتَ عنْ ( أحلام ) أو (شاكيرا )

أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـربٍ          لوجـدتِــهُ علمـــاً بـذاك خبيـــرا

أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ            سترى أمامـك حافظـاً نحريــرا

أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالــــه              فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيــرا

لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ إذا              سكن الغناءُ به و صـار أميــرا

أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌ               إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيــرا

بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي           تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريــرا

تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا             ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيــرا

وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً            فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا

آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لـوعـتــي             عيشي غــدا مما أراه مـريـــرا

فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا           عَدِّي فأضحى عَدُّهــنَّ عسيــرا

في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـــدُ            يشدوا العدا فرحاً بهِ و سـرورا

أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي         مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا

و غـدا تَقدُمُنــا و مخترعاتُنــا             أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـر ا

ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا            يوماً و لا اتخذوا الغناء سميـرا

سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ            أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا

و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً       ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا

مزمـارُ إبليـس الغنــاءُ و إنــــهُ          في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا

صاحبْتُـهُ زمنــاً فلمـا تَرَكْـتُـه             أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا

تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِــــهِ               قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا

يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ            إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا













تابع القراءة ....

مجلس الشورى والحكومة الالكترونية


   كثيرا ماكان يدق اسماعنا مسمى " الحكومة الالكترونية " ، وتوجه الحكومة الى جعل الدولة بحق الكترونية في معاملاتها ، والعمل على غرس هذه الثقافة في المواطنين . ولكثرة ما تكرر على مسامعنا ما اصطلح عليه  " الحكومة الرقمية " فقد تقرر فعلا في نفوسنا اننا بالفعل نملك حكومة الكترونية اختزلت المعاملات الورقية في معاملات رقمية عابرة للحدود والجغرافيا والمسافات .


   بالفعل ان الاقوال التي تتردد صبح مساء على اسماعنا تتحول بمرور الوقت الى حقائق راسخة في اذهان السواد الاعظم من الجمهور ، وهنا يبرز لنا بكل جلاء وقع الاعلام – بشتى وسائله – على ادراك العامة ، ومدى قدرته على توجيه الناس حيث شاءوا ، و انَّى ارادوا .


   لقد قالوا لنا مرارا وتكرارا انكم تملكون حكومة رقمية ، ولكم ان تفخروا بذلك ، فصدقنا وفخرنا .

   يقول الاديب المصري  مصطفى لطفي المنفلوطي : " ... فالحقيقة موجودة ثابتة لاسبيل للباطل اليها , فهي تختفي حينا ، او تتنكر ، او تتراءى في ثوب غير ثوبها ، ولكنها لا تنمحي ولا تزول " .

نعم ، رحم الله المنفلوطي ، فالحقيقة تشرق بازغة مهما غُيبت ولو بعد حين ، انها تعلن عن نفسها بوضوح عندما تصطدم الادعاءات بجبل الواقع وان دُثرت .

وهكذا كان الامر عندنا ، لما جاء ميعاد انتخابات مجلس الشورى لدورته السابعة ، عندها ظننا خطأً ان حكومتنا الالكترونية الرشيدة ستيسر لنا عملية الانتخاب ، بحيث يستطيع المواطن – المغلوب على امره والمنهوب دوماً – ان ينتخب من أي مكان بالسلطنة ، ولا يلزم بان يعود ادراجه الى ولايته الاصلية لينتخب مرشحه ، حيث يتعذر- كما هو معلوم بالضرورة -  على الكثير من المواطنين العودة ، سواء لبعد المكان ، او لمشاغله التي تحول دون رجوعه ،  او لمرض ألم به ،  او لغيره من الاسباب المانعة .


   ولناخذ مثالا واحدا :

يقيم في مسقط حوالي 21 الف مواطن من ابناء محافظة ظَفار ، والكثير من هذا العدد الضخم يحق له الانتخاب ، والسؤال الذي بحثنا عنه فأضنانا هو : لماذا لم يستطع ابناء هذه المحافظة من الانتخاب في مسقط؟!

أليس مكلفا على اكثر هؤلاء ان يحجزوا للسفر على اجنحة الطيران العماني – الذي صار يتحفنا في طرق افلاس جيوب المواطن – والذي يعاني اصلا من النهب المستمر من قبل التجار الجشعين الذين يتوفرون بكثرة في بلادنا؟ !!

وبهذي المناسبة اتوجه بالتهنئة للطيران العماني ( الناقل العماني الوحيد حتى قيام الساعة ) للمكاسب المادية الضخمة التي جناها في هذه الصفقة – اقصد صفقة انتخابات مجلس الشورى – ولان صوت المواطن امانة ؛ فقد ارتأت ادارة الطيران العماني ان تزيد من عدد رحلاتها من والى صلاله . هذا الطيران الذي يشتكي دوما وابدا من عدم ربحية رحلاته بين مسقط وصلاله ، وان سبب استمرار وجود هذه الرحلات هو الواجب الوطني فقط !! ( وهذا حسب تصريح احد المسؤولين الحكوميين سابقا ) .


   وبالعودة الى موضوعنا الرئيس نقول : الم يكن من الاجدى ان ينتخب المواطنون في مقر اقامتهم بدل العودة الى ولاياتهم ، وتعطل المصالح العامة والخاصة؟

وهل كانت لجنة الانتخابات عاجزة عن توفير هذا المطلب الحيوي؟



لا ادري ، ولكن ننتظر الاجابة .
تابع القراءة ....