الشاعرة ريوف الشمري
قٌــمْ للمغنِّـــيْ وفِّــهِ التصفــيـرا كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا
يا جـاهـلاً قـدر الغنـاء و أهلِـــهِ اسمع فإنك قـد جَهِلـتَ كثيـرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذي غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُصُـورا
يكفيـهِ مجــدا أن يخــدرَ صوتُـهُ أبنـاء أُمـــة أحـمـدٍ تخـديـرا
يمشي و يحمل بالغنــاء رسالـــةً من ذا يرى لها في الحياة نظيرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا
الله أكبـــر حيــن يحيــي حفلــــةً فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مـغـرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
يـا لائمـي صمتا فلستُ أُبالــــغُ فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمــورا
ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـــنَّ الفتـــى من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدنـدنُ راقصـــاً قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا
لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـــةً لـــهُ (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ دومـاً لكــأس الأُغنيـاتِ مُديـــرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـــهُ لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا
حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا
مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ و قليــلِ علــمٍ لا يُفيــدُ نقيــــرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا و سألتَ عنْ ( أحلام ) أو (شاكيرا )
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـربٍ لوجـدتِــهُ علمـــاً بـذاك خبيـــرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ سترى أمامـك حافظـاً نحريــرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالــــه فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيــرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ إذا سكن الغناءُ به و صـار أميــرا
أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌ إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيــرا
بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريــرا
تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيــرا
وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لـوعـتــي عيشي غــدا مما أراه مـريـــرا
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا عَدِّي فأضحى عَدُّهــنَّ عسيــرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـــدُ يشدوا العدا فرحاً بهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
و غـدا تَقدُمُنــا و مخترعاتُنــا أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـر ا
ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا يوماً و لا اتخذوا الغناء سميـرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ إبليـس الغنــاءُ و إنــــهُ في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُـهُ زمنــاً فلمـا تَرَكْـتُـه أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِــــهِ قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا